طباعة
الاثنين 11 محرم 1444

35-الأنبياء والرسل في القرآن والسنة

كتبه 
قيم الموضوع
(0 أصوات)

الدرس الخامس والثلاثون (35) : الأنبياء والرسل في القرآن والسنة
1-معنى النبي والرسول في كتاب الله :
    كلاهما موحى إليه ومأمور بالتبليغ إلا أن الله تعالى قد فرق بينهما في قوله : ( وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلا نَبِيٍّ إِلَّا إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ ) (الحج:52) وذلك أن النبي "هو الذي ينبئه الله وهو ينبئ بما أنبأ الله به، فإن أرسل مع ذلك إلى من خالف أمر الله ليبلغه رسالة من الله إليه فهو رسول" قاله ابن تيمية في النبوات (2/714). وقال بعدها:« وليس من شرط الرسول أن يأتي بشريعة جديدة، فإن يوسف كان رسولا وكان على ملة إبراهيم، وداود وسليمان كانا رسولين وكانا على شريعة التوراة»، قال الله تعالى عن مؤمن آل فرعون : (وَلَقَدْ جَاءَكُمْ يُوسُفُ مِنْ قَبْلُ بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا زِلْتُمْ فِي شَكٍّ مِمَّا جَاءَكُمْ بِهِ حَتَّى إِذَا هَلَكَ قُلْتُمْ لَنْ يَبْعَثَ اللَّهُ مِنْ بَعْدِهِ رَسُولاً) (غافر:34).
2-وعدد الأنبياء والمرسلين غير معلوم ولا محصور :
    قال تعالى : ( وَإِنْ مِنْ أُمَّةٍ إِلَّا خَلا فِيهَا نَذِيرٌ )(فاطر:24)، وقال: ( وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلاً مِنْ قَبْلِكَ مِنْهُمْ مَنْ قَصَصْنَا عَلَيْكَ وَمِنْهُمْ مَنْ لَمْ نَقْصُصْ عَلَيْكَ ) (غافر:78).
3-ومن المذكورين في القرآن:
    قال الله عز وجل : ( وَتِلْكَ حُجَّتُنَا آتَيْنَاهَا إِبْرَاهِيمَ عَلَى قَوْمِهِ نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَنْ نَشَاءُ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ. وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ كُلّاً هَدَيْنَا وَنُوحاً هَدَيْنَا مِنْ قَبْلُ وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِ دَاوُدَ وَسُلَيْمَانَ وَأَيُّوبَ وَيُوسُفَ وَمُوسَى وَهَارُونَ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ. وَزَكَرِيَّا وَيَحْيَى وَعِيسَى وَإِلْيَاسَ كُلٌّ مِنَ الصَّالِحِينَ. وَإِسْمَاعِيلَ وَالْيَسَعَ وَيُونُسَ وَلُوطاً وَكُلّاً فَضَّلْنَا عَلَى الْعَالَمِينَ ) (الأنعام:83-86)، وقال سبحانه : ( إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى آدَمَ ) (آل عمران:33)، وقال جل شأنه : ( وَإِلَى عَادٍ أَخَاهُمْ هُودًا ) (هود:50)، وقال : ( وَإِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا ) (هود:60)، وقال : (وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْبًا ) (هود:84)، وقال تعالى : ( قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ ) (البقرة:136)، وقال سبحانه: (وَإِسْمَاعِيلَ وَإِدْرِيسَ وَذَا الْكِفْلِ كُلٌّ مِنَ الصَّابِرِينَ)(الأنبياء:85).
4-ومنهم يوشع بن نون والخضر عليهما السلام :
     أما يوشع فهو الفتى المقصود في قوله تعالى : ( وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِفَتَاهُ لا أَبْرَحُ حَتَّى أَبْلُغَ مَجْمَعَ الْبَحْرَيْنِ أَوْ أَمْضِيَ حُقُباً ) (الكهف:60)، وقد سمي في صحيح البخاري، ودل على نبوته قول النبي صلى الله عليه وسلم:« إِنَّ الشَّمْسَ لَمْ تُحْبَسْ عَلَى بَشَرٍ إِلَّا لِيُوشَعَ لَيَالِيَ سَارَ إِلَى بَيْتِ الْمَقْدِسِ» وراه أحمد، مع قوله صلى الله عليه وسلم :« غَزَا نَبِيٌّ مِنَ الْأَنْبِيَاءِ… فَقَالَ لِلشَّمْسِ: أَنْتِ مَأْمُورَةٌ، وَأَنَا مَأْمُورٌ، اللهُمَّ، احْبِسْهَا عَلَيَّ شَيْئًا، فَحُبِسَتْ عَلَيْهِ حَتَّى فَتَحَ اللهُ عَلَيْهِ» رواه مسلم. أما الخضر عليه السلام فهو النبي الذي رحل إليه موسى عليه السلام ، والدليل على نبوته قوله تعالى : (فَوَجَدَا عَبْداً مِنْ عِبَادِنَا آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا عِلْماً ) (الكهف:65)، والرحمة المذكورة في الآية هي النبوة، ويدل على نبوته أيضا قوله سبحانه على لسانه : (رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي ) (الكهف:82) وقد وردت تسميته في صحيح البخاري.
5-وهم عند الله تعالى متفاضلون في المنزلة :
    قال تعالى: ( وَلَقَدْ فَضَّلْنَا بَعْضَ النَّبِيِّينَ عَلَى بَعْضٍ وَآتَيْنَا دَاوُدَ زَبُوراً ) (الإسراء:55)، وقال سبحانه : (تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ مِنْهُمْ مَنْ كَلَّمَ اللَّهُ وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجَاتٍ) (البقرة:253)، وأفضلهم هم أولو العزم قال تعالى : (فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُولُو الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ ) (الأحقاف:35)، وهم الخمسة المذكورون في قوله : ( وَإِذْ أَخَذْنَا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثَاقَهُمْ وَمِنْكَ وَمِنْ نُوحٍ وَإِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ وَأَخَذْنَا مِنْهُمْ مِيثَاقاً غَلِيظاً ) (الأحزاب:7) وأفضل الخمسة هو خاتم الأنبياء والمرسلين محمد صلى الله عليه وسلم .

تم قراءة المقال 237 مرة