طباعة
الأحد 16 محرم 1444

40-أشراط الساعة الصغرى

كتبه 
قيم الموضوع
(0 أصوات)

الدرس الأربعون (40): أشراط الساعة الصغرى
1-أما وقت قيام الساعة فغيب لا يعلمه إلا الله تعالى:
    قال الله تعالى : ( يَسْأَلونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّي لا يُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَا إِلَّا هُوَ ثَقُلَتْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لا تَأْتِيكُمْ إِلَّا بَغْتَةً يَسْأَلونَكَ كَأَنَّكَ حَفِيٌّ عَنْهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ اللَّهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ) (الأعراف:187)، فالله تعالى هو الذي يعلم جلية أمرها ومتى يكون قيامها ولا يعلم ذلك أحد من أهل السموات والأرض ، وقال صلى الله عليه وسلم :« ما المسؤول عنها بأعلم من السائل » متفق عليه .
2-لكن الذي نعلمه أنها قريبة ولها علامات تسبقها :
     قال تعالى : قال تعالى : ( فَهَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا السَّاعَةَ أَنْ تَأْتِيَهُمْ بَغْتَةً فَقَدْ جَاءَ أَشْرَاطُهَا ) (محمد: 18)، وقال سبحانه: ( اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ ) (القمر1)، وقال صلى الله عليه وسلم :« بعثت أنا والساعة كهاتين ويشير بإصبعيه فيمدها » رواه البخاري ، وفي حديث آخر :« وضم السبابة والوسطى » رواه مسلم .
    ولها أشراط وهي قسمان: أشراط صغرى تتقدم الساعة بأزمنة متطاولة وتكون من نوع معتاد كظهور الخمر ونقص العلم وأشراط كبرى على الضد من ذلك.
3-والأشراط الصغرى منها ما ظهر ومنها ما لم يظهر :
    فمما ظهر وانقضى: قوله صلى الله عليه وسلم:« اعدد بين يدي الساعة ستا موتي وفتح بيت المقدس ثم مُوتَان يأخذ فيكم كقعاص الغنم ثم استفاضة المال حتى يعطى الرجل مائة دينار فيظل ساخطا …» فهذه الأربع من الست المذكورات قد انقضت في عهد السلف .
   ومما ظهر وهو مستمر قوله صلى الله عليه وسلم :«إذا أسند الأمر إلى غير أهله فانتظر الساعة» رواه البخاري، وقوله صلى الله عليه وسلم:«إن من أشراط الساعة أن يرفع العلم ويظهر الجهل» متفق عليه. ومما لم يظهر بعد قوله صلى الله عليه وسلم : « لا تقوم الساعة حتى يحسر الفرات عن جبل من ذهب يقتتل الناس عليه ، فيقتل من كل مائة تسعة وتسعون ويقول كل رجل منهم لعلي أكون أنا الذي أنجوا » متفق عليه واللفظ لمسلم.
4-وآخر الأشراط الصغرى وأول الكبرى : خروج المهدي .
    قال صلى الله عليه وسلم:« لَا تَذْهَبُ الدُّنْيَا حَتَّى يَمْلِكَ الْعَرَبَ رَجُلٌ مِنْ أهلِ بَيْتِي يُواطِىءُ اسمُه اسْمِي» رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ وَأَبُو دَاوُدَ. وَفِي رِوَايَةٍ لأبي داود: «لَوْ لَمْ يَبْقَ مِنَ الدُّنْيَا إِلَّا يَوْمٌ لَطَوَّلَ اللَّهُ ذَلِكَ الْيَوْمَ حَتَّى يَبْعَثَ اللَّهُ فِيهِ رَجُلًا مِنِّي - أَوْ مِنْ أَهْلِ بَيْتِي - يُوَاطِئُ اسْمُهُ اسْمِيَ وَاسْمُ أَبِيهِ اسْمَ أَبِي يَمْلَأُ الْأَرْضَ قِسْطًا وَعَدْلًا كَمَا مُلِئَتْ ظُلْمًا وجورا» انظر الصحيحة (1529)، وقال صلى الله عليه وسلم :« فينزل عيسى بن مريم فيقول أميرهم تعال صل لنا فيقول لا إن بعضكم على بعض أمراء تكرمة الله هذه الأمة » رواه مسلم. وأميرهم هو المهدي كما في مسند الحارث بن أبي أسامة. وقال صلى الله عليه وسلم :« يخرج في آخر أمتي المهدي فيسقيه الله الغيث وتخرج الأرض نباتها ويعطى المال صحاحا وتكثر الماشية وتعظم الأمة يعيش سبعا أو ثمانيا » أخرجه الحاكم وصححه الألباني في الصحيحة (761)، والأخبار والآثار في خروجه وصفته وأعماله مستفيضة عند العلماء.
ثمرات الإيمان بهذه الأشراط :
1-إن الإيمان بها من الإيمان بالغيب الذي امتحنا به ومن الإيمان باليوم الآخر.
2-في هذه الأشراط الدلالة على صدق النبي صلى الله عليه وسلم وأنه حقا مرسل من الله تعالى.
3-فيها تنبيه الناس للمسارعة إلى التوبة وللإعداد لها.
4-في هذه الأشراط شرور على المسلم اجتنابها.
5-وفيها تنبيه على أسباب المصائب والفتن.
6-وفيها بشارات للمؤمنين حتى يصبروا ولا يصيبهم الملل ولا ينقطعوا عن العمل، إذ هي مرآة للحاضر وليست مما يشغل عن الحاضر، وهي موجه للعمل وليست قاطعة عنه.

تم قراءة المقال 214 مرة