الجواب:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، نصيحتي لهذا الشاب أن يبتعد عن هذه الفتاة التي وصفتها بأنها غير متدينة وأنها تعمل بعيدا عن منزلها، وأنها هي من تبادر إلى معاكسته وفتنته، فهذه الفتاة التي تحرص على التواجد في أماكن وجود هذا الشاب عديمة الحياء والحياء هو رأس مال أخلاق الفتيات المسلمات والزوجات الصالحات.
وإن جواب هذه الاستشارة هذا الأمر واضح جلي؛ ولكن هذا الشاب فيما يظهر قد أصابته سهام اتباع النظر وعدم غض للبصر فسممت قلبه بمثل هذه الخطرات والوساوس؛ فصار يفكر في الزواج منها، ويحاول إقناع نفسه بأنها قد تكون صالحة بمثل تلك الترهات التي لا يؤمن بها إلا عاشق سكران؛ كقول السائل:" ألا يعتبر انجداب الفتاة نحو الشاب مع ظهور تدينه دليل على أنها لا تمانع في الالتزام، وأن لها استعداد للبس الحجاب الشرعي وترك العمل؟" وهذا في الحقيقة دليل على شدة فسقها وعظيم جرأتها.
والعشق داء أشد تضييعا للعقل من السكر بالخمر، وهذا الشاب فيه بعض أعراض الإصابة به؛ حيث صار يستدل بدليل فسقها وانحرافها على صلاحها. ومما يقال له: وما أدراك أنها تريد الزواج أصلا؟ ألا يمكن أنها يريد خليلا؟ أو تريد إضافة خليل جديد إلى خلانها؟
فأنصح هذا الشاب أن يتقي الله تعالى، وأن لا يتمادى في النظر إليها لأنه عاص لله تعالى بذلك، ولأنه يعرض نفسه إلى مرض خطير يسمى العشق، الذي إن استسلم له واستحكم في قلبه دمر حياته وربما خسر دنياه وآخرته.
وأنصحه إن كان قادرا على الزواج أن يعجل به، والزواج في حق من يخشى على نفسه الفتنة مع القدرة واجب من الواجبات الفورية، وعليه أن يختار الزوجة الصالحة المتدينة الحيية التي لا ترفع وجهها أمام الرجال فضلا عن تبادلهم النظرات والابتسامات، قال النبي صلى الله عليه وسلم :« فاظفر بذات الدين تربت يداك» (متفق عليه) وقال عز وجل : (الْخَبِيثَاتُ لِلْخَبِيثِينَ وَالْخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثَاتِ وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَاتِ) [النور/26] نسأل الله تعالى لنا له العافية والهداية والتقى والعفاف والغني، وأستغفر الله العظيم.