طباعة
لثلاثاء 23 جمادة الأول 1445

التلفزيون يهمّش الرأي الديني!!

كتبه 
قيم الموضوع
(0 أصوات)

التلفزيون يهمّش الرأي الديني!!
   عرض التلفزيون الجزائري هذا الأسبوع حصة حول ظاهرة المخدرات في بلادنا، ولما كانت هذه الظاهرة متعددة الأبعاد وتهمّ أطرافا عدّة في المجتمع، دعت الشاشة الصغيرة لمناقشتها ممثلين عن الأمة والقضاء والجمارك والشباب والرياضة وأعضاء جمعيات مدنية وخبراء في علمي النفس والاجتماع، ولم تغفل عن دعوة ممثلين لضحايا الظاهرة من المتعاطين للمخدرات...
   لكن طرفا هاما وحساسا والأكثر تأثيرا في جوانب الظاهرة لم يجد له مكانا في الحصة، فالمسؤولون في التلفاز -وربما خارجه- لم يفكروا في دعوة ممثل عن المؤسسة الدينية، سواء من الوزارة المعنية أو بعض علماء الشريعة، وليست هذه هي المرة الأولى التي يُقصى فيها "الرأي الديني". ففي حصص مشابهة غاب الدين وممثلوه، فالأمر ليس صدفة، بل هو مخطط له مسبقا، ومدبر له سلفا.
   تحدث الحاضرون عن ضرورة الوقاية من الظاهرة من خلال إبراز دور الجمعيات ودور المؤسسة الأمنية ومراكز العلاج والأسرة والمدرسة... وتجاهل الجميع دور المساجد في الوقاية والعلاج، مع أنه دور أساسي، فالإسلام يُسهم بوضوح في نفور الناس من تعاطي المخدرات أو الاتجار بها، لأنه يؤكد بشدّة على حرمتها ويشنّ عليها حربا، حتى أضحى المسجد الخط الدفاعي الأول ضدّ الانتحار وسماسرة الموت، فلا غرابة بعدها أن نرى أن رواد المساجد هم أبعد الناس عن هذه الآفات الاجتماعية.
   لماذا يُهمَّش الإسلام ويُحرم من تقديم حلوله وإبداء وجهة نظره، إن لم نقل حکمه؟
   لماذا يخشى المسؤولون عن التلفاز أن يعرف الناس حكم الإسلام في المخدرات؟ أتزعجهم مفاهيم الحلال والحرام لهذا الحد!؟
أتقلقهم كلمات الطاعة، التقوى، التوبة، الإيمان، الإسلام!؟ أتؤرقهم الآيات القرآنية والأحاديث النبوية والفتاوى الشرعية!؟
    من العجيب أن تعطى الكلمة لجمعية لا يتعدى نشاطها في "مكافحة" المخدرات إلقاء محاضرة شهرية في مقرها في العاصمة،
في الوقت الذي تُصادر كلمة المؤسسة الدينية التي تنشط في كل شارع وحي وقرية، هذا إذا اختصرناها فقط في المساجد، والتي تعمل ليل نهار لاجتثاث كل الآفات الاجتماعية!!
   في الدول التي تحترم نفسها يقول علماء النفس الملحدون فيها، إن العامل الروحي هو أحد العوامل الضرورية في فهم سلوك الأفراد، كما يقرر علماء الاجتماع الملحدون أن الظاهرة الدينية هي أهم العوامل المتحكمة في الظواهر الاجتماعية.
 فلا غرابة بعدها أن نشاهد حصصا تلفزيونية أوروبية في عرضها لمثل هذا الموضوع تنصف الدين، وتأبى عليها موضوعيّتها ومهنيّتها أن تبخس حق المخالفين فضلا عن الموافقين في إبداء آرائهم.
   فيبدو لي أن التلفزيون الجزائري في معالجته لظاهرة المخدرات نسي أن جسده مثخن "بحشيشة" العلمانية مما أفقده توازنه حتى صار مغيب العقل لإدمانه على أقراص مخدرة جاء بها من صيدلية "اللاّدينية".
يزيد حمزاوي

تم قراءة المقال 106 مرة