أين الخطر في الأحمدية القاديانية؟ 1-إن الفرق المنتسبة إلى الإسلام ليست في رتبة واحدة ويخطئ من يظن أنها كذلك، بل هناك قسمان، القسم الأول فرق إسلامية كالخوارج والشيعة والمعتزلة، وهؤلاء الصحيح عدم تكفيرهم بالعموم، وإن كان في أقوالهم ما هو كفر أو ما لازمه الكفر، والقسم الثاني : فِرق لا تُعد إسلامية أصلا، وهي ديانات وضعية كالدروز والنصيرية والأحمدية والبهائية ونحوهم.. فتأليه البشر أو الإيمان بنبي بعد محمد صلى الله عليه وسلم ينقض الشهادتين نقضا مباشرا، وكذلك إنكار أركان الإسلام العملية ...والأحمدية قائمة على نبوة غلام أحمد وأنه موحى إليه ..فلا فرق بين محاربة التنصير والأحمدية، ولا معنى للتورع عن تكفيرهم ..(لكن بعض من لدغته الحية صار يخاف من الحبل).
2-والأحمدية كغيرها من الطوائف تكفر من لم يؤمن بنبيها ...فالأمة الإسلامية كافرة عندهم إلا من آمن به وشهد له بالرسالة ..كذا سطره مؤسس الديانة في غير موضع من كتبه منها كتاب "حقيقة الوحي" (164-165) ولما كثر الاعتراض عليه قرر أن الأمة كافرة، ومن لم تقم عليه الحجة فذلك بينه وبين الله تعالى.
3-والتكفير ينبني عليه آثار عملية دينية واجتماعية وسياسية...فالصلاة في مساجدنا، وخلف أئمتنا لا تصح مما يستلزم استحداث مصليات خاصة بهم، والتزاوج لا يصح ...والدفن في مقابرنا لا يصح (وهذه الأقلية الدينية) .. والأمة كافرة عندهم شعبا وحكومة ...مما يستلزم "البيعة" لحاكم مسلم عندهم، وليس إلا الخليفة الرسمي في برمنجهام، (والبيعة لها مفهوم الطاعة والولاء) هنا يكمن جزء من الخطر السياسي وليس كله (ولابد أن نشير أن الخوارج والشيعة يشتركون معهم في هذه النقطة)..
4-إن هذه الجماعة زرع انجليزي ..حتى أن نبيها زعم أن الوحي جاءه أول مرة في صورة شاب انجليزي وخاطبه بالانجليزية، وقد كتب ما لا يمكن ستره من شهادات تؤكد على العمالة للمخابرات الانجليزية، وانجلترا هي التي حمته ودعتمه وزرعت له أتباعا في "حيفا" بفلسطين في وقت مبكر، ولما لم تعترف باكستان بهذا الدين الجديد أوت أتباعه في أرضها ودعمتهم بكل ما يحتاجونه ..ولا يكون ذلك بلا مقابل...
5-لابد أن لا ننسى أن انجلترا هي من سلمت فلسطين لليهود، وأنها ما زالت تدافع عن دولة اليهود ..ومن رعونتها أنها عرضت يوما على معارض إسلامي لاجئ في أرضها أن تدعمه بشرط الاعتراف بالدولة العبرية..أو التطبيع مع الدولة العبرية.
6-وهنا نصل إلى الجزء الآخر للخطر السياسي، وشق مهم في خطاب الجماعة الذي يتناقض كل التناقض مع "خطاب التكفير"، إذ الجماعة ترفع شعار السلام والتسامح ..ليس ذلك جديدا، فقد كان من المهام الأولى لنبيهم تعطيل الجهاد ضد الإنجليز وإلى الأبد، (لكنه في المقابل أيد فتح الانجليز وجهادهم للعراقيين والأفغان)...وأتباعه اليوم ركبوا موجهة الحملة العالمية ضد الارهاب الإسلامي...ليزعموا أنهم هم من يمثل الإسلام الصحيح دين السلام الذي لا إرهاب فيه ..ولو ضد المحتل ..ولو ضد اليهود ...بل كل مقصودهم بهذا الشعار هو حماية اليهود والتطبيع مع اليهود...ولا غرابة في ذلك فجنسية الناطقين بالعربية الأولين من دعاتهم إسرائيلية .. وقناتهم تبث من فلسطين المحتلة .. ورئيس الدولة العبرية يحضر إفطارا جماعيا معهم في رمضان ..اعترافا بهم وبخدماتهم ..الإعلامية والسياسية والمخابراتية..