الأحد 9 محرم 1444

27-من ذرائع الشرك

كتبه 
قيم الموضوع
(0 أصوات)
الدرس السابع والعشرون (27): من ذرائع الشرك
مما يندرج في معنى الشرك الأصغر بعض الأعمال التي ليست شركا مخرجا من الملة ولكنها تؤدي في المآل إلى الشرك ، وكثير منها جاء النهي عنها صريحا ومن ذلك:
1-الغلو في الصالحين والبناء على قبورهم
قال النبي صلى الله عليه وسلم وهو خاتم الأنبياء وأفضل المرسلين:« لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم إنما أنا عبد الله فقولوا : عبد الله ورسوله » رواه البخاري. وقال صلى الله عليه وسلم وهو يودع أمته في مرض موته:« لعنة الله على اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبياءهم مساجد» متفق عليه .
2-صنع الصور والتماثيل للصالحين
عن عائشة رضي الله عنها أن أم سلمة ذكرت لرسول الله كنيسة بأرض الحبشة وما فيها من الصور، فقال : أولئك إذا مات فيهم الرجل الصالح أو العبد الصالح بنو على قبره مسجدا ثم صوروا تلك الصور أولئك شرار الخلق عند الله يوم القيامة » متفق عليه. وعن أبي الهياج قال : قال لي علي  : ألا أبعثك على ما بعثني عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم : ألا تدع صورة إلا طمستها ولا قبرا مشرفا إلا سويته » رواه مسلم.
3-التوسل بالصالحين
وهو سؤال الله تعالى بذوات الأنبياء والصالحين أو حقهم أو جاههم، وهو ذريعة إلى الشرك إذا جعل ذلك من الأسباب، وإما إن اعتقد المرء أن الله تعالى يغير أحكامه بتأثيرهم فهذا شرك أكبر، قال تعالى : ( أُولَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُوراً ) (الإسراء: 57)، فهؤلاء أنفسهم يتوسلون إلى الله ويحتاجون إلى القرب منه .
4-التبرك بما لم تثبت له البركة
البركة ثبوت الخير الإلهي وكثرته في الشيء، وإثباتها لا يكون إلا بدليل شرعي فقد ثبت أن بعض الصحابة طلبوا من النبي صلى الله عليه وسلم أن يجعل لهم شجرة يتبركون بها ويعلقون عليها أسلحتهم كما كان المشركون يفعلون ذلك عند شجرة سدر تسمى ذات أنواط ، فقال رسول الله : الله أكبر إنها السنن، قلتم والذي نفسي بيده كما قالت بنو إسرائيل لموسى اجعل لنا إلها كما لهم آلهة، قال إنكم قوم تجهلون ، لتركبن سنن من كان قبلكم » رواه الترمذي.
5- السجود تجاه القبر وسجود التحية للعظماء وغيرهم
قال النبي صلى الله عليه وسلم :« لا تجلسوا على القبور ولا تصلوا إليها » رواه مسلم. وقال صلى الله عليه وسلم :« ما ينبغي لأحد أن يسجد لأحد، ولو كان ينبغي له أن يسجد لأحد لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها لما عظم الله عليها من حقه » رواه الترمذي وصححه ابن حبان.
6- مشاركة الكفار في أعيادهم زمانا ومكانا
وقد سبق ذكر حديث ثابت بن الضحاك رضي الله عنه قال : نذر رجل أن يذبح إبلا ببوانة ، فسأل النبي صلى الله عليه وسلم : هل كان فيها وثن من أوثان الجاهلية يعبد ؟ قالوا :لا ، قال : فهل كان فيها عيد من أعيادهم قالوا : لا فقال صلى الله عليه وسلم : أوف بنذرك ، فإنه لا وفاء لنذر في معصية الله ولا فيما لا يملك ابن آدم » رواه أبو داود وصححه الألباني. وقال عبد الله بن عمرو :» من بنى في بلاد الأعاجم وصنع نيروزهم ومهرجانهم وتشبه بهم حتى يموت وهو كذلك حشر معهم يوم القيامة « رواه البيهقي وصححه ابن القيم. والنيروز هو أول الربيع ورأس السنة الشمسية في القديم، والمهرجان أول الخريف.
7-تعليق التمام ونحوها ولو تمائم القرآن
وقد برئ النبي صلى الله عليه وسلم من كل من تقلد وترا ليدفع عنه الضر رواه أبو داود وصححه الألباني، وقال:» من تعلق شيئا وكل إليه « رواه الترمذي وصححه الألباني. وهي شرك أصغر إن اعتقدها مجرد سبب، ولا يجوز تعليق تمائم القرآن لأن فيه ذريعة إلى تمائم الشرك، ولأن القرآن إنما ينفع بالتلاوة لا بالتعليق، كما أن في التعليق امتهانا لكلام الله تعالى، وقال إبراهيم النخعي:»كانوا يكرهون التمائم كلها من القرآن وغير القرآن « .
تم قراءة المقال 217 مرة