قيم الموضوع
(1 تصويت)

مدرسة رمضان


الحمد لله على نعمة رمضان، الشهر الفضيل الذي منحه الله لعباده المؤمنين ليزكي أنفسهم من أدرانها ويطهر قلوبهم من رانها، إنه مدرسة تفتح أبوابها شهرا واحدا في السنة، ليلتحق بها المسلمون الصادقون من بقاع الأرض كافة ليتعلموا في فصولها الإيمان الراسخ والعبادة الحقة ليتخرجوا منها أتقياء أنقياء، وقد غمرتهم نفحات ربانية أعدتهم لاستقبال سنة كاملة مليئة بالشهوات والشبهات، قال الله تعالى: "يا أيها الذين آمنوا كُتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون" لقد شرع الله الصيام لينال الصائمون درة التقوى المنشودة فتكون لهم وقاية من النار يوم القيامة وحافزا في الدنيا لإيجاد مجتمع صالح خال من الأمراض والمشاكل والعقبات ..
إنه شهر تفتح فيه أبواب الجنة وتوصد فيه أبواب جهنم، ويرزق الله فيه المحسنين من خزائنه بغير حساب، أوله رحمة وأوسطه مغفرة وآخره عتق من النار، وعد الله الصائمين في هذا الشهر، ما لم يشركوا به، بغفران ذنوبهم، فرمضان إلى رمضان مغفرة لما بينهما، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم : «من صام رمضان إيمانا واحتسابا غُفر له ما تقدم من ذنبه»
وفي هذا الشهر تتمثل المعاني السامية بين المسلمين من حب وتعاون وتكافل... ليجعل منهم أمة واحدة الأهداف والغايات وهي عبادة رب واحد لا شريك له.
وقد كان هذا الشهر ولا يزال شهر الفضائل والانتصارات، ففيه ليلة القدر وهي خير من ألف شهر وفيه أنزل الله القرآن وفيه نصر الله المسلمين في غزوة بدر الكبرى وفتح مكة.
وبالرغم من هذه النعم كلها يجهل كثير من المسلمين جوهر الصيام في عصرنا فيقتصرون على الإمساك عن الطعام والشراب دون إصلاح للقلوب والجوارح ودون أن تتمثل معانی رمضان في واقعهم قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- " رُبَّ صائم لم ينل من صيامه إلاّ الجوع و العطش" ، فمزيدا أيها المسلمون من العلم والعمل والعبادة والدعوة في هذا الشهر، وليغتنم كل مسلم هذه المدرسة ليتخرج منها بشهادة كتب أعلاها "معتوق من النار" ونسأل الله أن يتقبل صيامنا وقيامنا ودعاءنا، ولا ننسى أن ندعو لإخواننا المستضعفين الذين يعيشون الآلام والأحزان والمآسي في مشارق الأرض ومغاربها إنه سميع قريب والحمد لله رب العالمين.

تم قراءة المقال 278 مرة