قيم الموضوع
(2 أصوات)

 من مشكلات أكثر المسلمين اليوم: عدم التخطيط والتفكير الاستراتيجي، وغياب العمل الدائم والعميق في طريق الإصلاح، فهم لا يتحركون إلا في المناسبات وبعد طول سبات، إثر قنبلة "غيرهم" من يختار زمان تفجيرها ومكانه، وتكون هذه الحركات مجرد ردود فعل وانفعالات، منها ما يكون مفيدا أحيانا في علاج المشكلة أو في التقليل من أضرارها، ومنها ما يكون مجرد محاولات عابثة -أو طائشة- غير محسوبة العواقب، وأما حيث لم يصدر عن "غيرهم" تفجير مكيدة أو إقرار مشكلة فلا حراك عندهم ولا عمل، وهذا داء في الأمة قديم سبق وأن سطره الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله في كتابه من أجل التغيير حين قال وهو يتحدث عن الاستعمار(ص:105): «...إنه يعرف مثلاً أننا تجاهه لا نفعل، وإنما ننفعل، وهو عندما يكون قد دخل مرحلة التفكير في مشاكل الغد، في الحفر الموحلة، التي يريد أن يوقعنا فيها، نكون نحن لا نزال نفكر في مشاكل الأمس، في التخلص، من الحفر الموحلة التي أوقعنا فيها فعلاً»، فإذا تعلمنا التفكير والتخطيط، وإذا رجعنا إلى الهدي القرآني في الإصلاح والمنهج النبوي في بناء المجتمعات؛ حينها ستصبح قنابل "الغير" مجرد مفرقعات، ويصبح كيده في نحره وتدبيره في تدميره.

تم قراءة المقال 2637 مرة